البهائيّون في قطر
تشير القرائن التاريخية إلى تواجد البهائيّون في شبه الجزيرة العربية منذ منتصف القرن التاسع عشر وفي قطر من أواخر الأربعينيّات، حيث وفدت بعض العائلات في تلك الفترة واختارت هذه الأرض الطّيّبة موطنًا لها.، إذ أضفى شعبها الكريم، بترحيبه الدافئ، إحساسًا عميقًا بالانتماء والقرب على كلّ من اختار العيش في رحابها.
شارك البهائيّون أبناء الوطن وأطياف المجتمع في أداء واجبهم بإخلاص، بالعمل الجادّ والخدمة الصّادقة، ليساهموا في التّقدّم المادّيّ والمعنويّ بروح من المحبّة والعيش المشترك. وقد أثمرت جهودهم في مجالات عدة، مثل الطّبّ والصّحّة والهندسة والتّجارة والتّعليم والصّناعة والرّياضة والفنون والمهن الحرفيّة.
وظلّت قطر عبر العقود المتوالية مقصدًا يتوافد إليها القادمون من شتّى الأصقاع، وشهدت نهضة واسعة في مختلف المجالات شملت كلّ ربوع البلاد، وهي تحتضن اليوم شعوبًا من مختلف الخلفيّات والجنسيّات، وتحتوي على تنوّع ثقافيّ فريد بين أطياف المجتمع. وفي ظلّ هذا المناخ الانسانيّ الثريّ، واصل البهائيّون وأجيالهم العيش في رحاب قطر، ماضين في درب العطاء كجزء من هذا النسيج الاجتماعيّ الغنيّ.
ان تاريخ البهائيین في قطر مليء بالقصص الملهمة والإنجازات البارزة. وعلى الرغم من بعض التحديات التي واجهوها أحياناً والناجمة عن سوء الفهم، إلا أن ذلك لم يقلل من إخلاصهم وولائهم. وعلى مرّ السنين، اظهروا تفانيهم المستمر في خدمة الوطن وقيادته، مجسدين روح الإخلاص والمسؤولية الوطنية في كل ما يقدمونه من جهود لصالح نهضة الأمة وازدهارها.
يؤمن البهائيون بأن لكل إنسان واجب أخلاقي نحو خدمة وازدهار مجتمعه ويعتبرون وطنهم مصدرًا للفخر والاعتزاز. ومن هذا المنطلق، يحرص كل فرد منهم، وفق إمكاناته، على أداء واجبه تجاه هذه الأرض الطيبة بكل صدق وإخلاص.

صورة لمجموعة من البهائيين يشاركون مراسم دفن احد البهائيين في المقبرة البهائية في قطر في عام ١٩٥٥م

صورة لأحد الأطبّاء البهائيين في عيادته في منطقة مشيرب في
عام ١٩٦٤

